الصحفي بين الرقابة المجتمعية ورقابة الذات.
كتب: عبدالاميرالديراوي
تعلمنا عبر سنوات العمل الممتدة طويلا أن الصحفي
الحقيقي لابد أن يبدأ برقابة ذاته قبل أن يبدأ برقابة معطيات وأنشطة المجتمع بتنوع فعالياته
ومعنى ذلك أن يبدأ بتحصين نفسه وقلمة من المغربات التي تجعله ينساق وراء مغريات الشهرة الزائفة متناسيا مسؤوليته الأساسية ومهنيته التي تفرض عليه
الأنصياع الى صوت الضمير أولا والإنصاف وإيلاء الحقائق أهمية بالغة
دون التخفي ورائها وتزييفها طمعا برضا المسؤول أو المؤسسة
التي يتعامل معها في الوقت الذي يتطلب منه التعامل بمستوى واحد بين النشاطات الحيوية المهمة في المجتمع ممن يكول لها مردود إجتماعي واسع وأن يحسن الرقابة الفاحصة بروح الفريق المتيقن من حقيقة وأهداف تلك الفعاليات والأنشطة فالصحفي لا يقوم بدور شرطي الأمن أبدا بل مراقب للعمل الجاد المخلص وإنصاف من يعمل
ويبدع بعمل وبين من يعمل من أجل الفخفخة والتفاخر والتظاهر أمام جهته العليا .
وهناك ظاهرة مؤسفة تقوم بها البعض من الدوائر والمنظمات الأخرى بأن تقدم المكافأت للصحفيين والإعلاميبن لقاء تغطيتهم لهذا النشاط أو ذاك بما يتصل هذا العمل بمبدأ الرشوة المعيبة حقا وكنا نتمنى أن يترفع الصحفي عن تسلم مثل هذه المكافأت كونه يعمل أمأ بمؤسسات الدولة التي تكون مرتباتها مجزية وأما في فضائيات وإجورها عاليه .
نحن لا نتحدث عن التقارير
التي تنشر بإجور إعلانية لشركات القطاع الخاص أو
غيرها.
لذلك نقول إن رقابة الصحفي تبدأ من ذاته ليتمكن من الرقابة بشكل عام بحرية وليجعل من كلمته مهابة في كل الأوساط المهنية والدوائر والوزرات .
ونود الإشارة هنا الى أننا لابد ان تكون لنا كلمة موحدة إزاء ما يتعرض له الصحفي من مضايقات أثناء التغطيات الميدانية
وندعو الى عدم التشنج والتصادم مع من لايفهم دور الصحفي ومهمته والإرتكان الى رأي الجهات العليا التي يمثلها ذلك المنتسب .
وبذلك نضمن سلامة موقف الصحفي وعدم
تزايد الأحاديث عنه بأنه يأتي من أجل المكافئات أو ما شاكل ذلك.
نؤكد أن مهنة الصحافة مهنة الشرف والمنطق المتصالح مع الجميع والعمل بروح الأمانة المهنية التي تجعل من
حملة القلم قدوة للمجتمع
ليكون حقا خير ممثل للسلطة الرابعة .